عقد العمل من أجل السلامة علي الطرق .. من أين كانت الفكرة؟*

يفقد نحو 1.3 مليون شخص حياتهم كل عام بسبب التصادمات المرورية، أي ما يقرب من 3000 شخص يموتون كل يوم. يعيش ما بين 20-50 مليون شخص بإصابات ناتجة عن التصادمات وتتسبب في عجز لأصحابها. تسعون بالمئة من الوفيات الناتجة عن التصادمات المرورية في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، وهي الدول التي تمتلك أقل من نصف عدد المركبات التي تمتلكها دول العالم. تُعد الإصابات الناتجة عن التصادمات المرورية واحدة من الأسباب الثلاثة الرئيسية لوفيات  الأشخاص بين سن 5 – 44 عامًا. يسعي صانعو القرار إلي الحد من الإصابات والوفيات من خلال اتخاذ خطوات علي الصعيدين الدولي والمحلي منها ضمنها عقد العمل من أجل السلامة.

جاءت فكرة إعداد عقد للعمل من أجل السلامة من دعوة أطلقتها لجنة السلامة علي الطرق في تقريرها لعام 2009 بهدف التنسيق بين الأنشطة ودعم السلامة علي الطرق علي المستوين الإقليمي والمحلي. يوفّرعقد العمل من أجل السلامة إطارًا زمنيًا ويحفّز علي الإلتزام السياسي بهذا الملف وتوفير الموارد اللازمة له عالميًا ومحليًا. يمكن للدول متوسطة ومنخفضة الدخل الاستفادة من عقد العمل في تحفيز المانحين والأطراف المختلفة لتبني برامج فعالة لتحسين وضع السلامة علي الطرق. أما الدول مرتفعة الدخل فتستطيع أن ترتقي بمستواها في السلامة علي الطريق بالإضافة إلي تبادل خبراتها مع الدول الأخري ذات الدخل المنخفض والمتوسط. حظيت الفكرة بتأييد كل من فريق الأمم المتحدة المعني بالتعاون في مجال السلامة علي الطرق وفريق كبير من الشخصيات العامة.

في مارس 2010 كان قرار الجمعية للأمم المتحدة (A/64/255) بأن الفترة 2011-2020 هي عقد للعمل من أجل السلامة علي الطرق وكان الهدف هو خفض مستوي الإصابات والوفيات الناتجة عن حوادث المرورعلي الطرق في العالم ثم زيادة الأنشطة المختلفة لتقليص مستوي الإصابات والوفيات. يحث القرار الدول الأعضاء علي تنفيذ أنشطة هدفها تعزيز السلامة علي الطرق لتشمل البنية الأساسية، سلامة المركبات، سلوكيات مستخدي الطريق، والتثقيف بالسلامة علي الطرق بالإضافة إلي كيفية الاستجاية بعد وقوع التصادم. يدعو القرار أيضًا إلي متابعة التقدُم في تحقيق الأهداف العالمية، ويدعو الدول الأعضاء لوضع أهداف وطنية والعمل علي تحقيقها. يُعتبرعقد العمل من أجل السلامة وثيقة توجيهية وأداة تدعم خطط العمل الوطنية في مجال السلامة علي الطرق، ويعمل كإطار تنسيقي بين الأنشطة التي تتم في المجال علي الساحة العالمية.

لقد حقق عقد العمل السابق 2011-2020 تقدمًا وأساسًا للسنوات المقبلة، من بين الإنجازات إدراج السلامة علي الطرق ضمن جدول الأعمال العالمي كما عمل علي تعزيز عدد من الشراكات وتعبئة الموارد في مجال السلامة علي الطرق. اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2020 القرار (A/RES/74/299) لتحسين السلامة علي الطرق العالمية معلنة عقد العمل من أجل السلامة علي الطرق 2021-2030 بهدف تخفيض عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن التصادمات المروية للنصف بحلول 2030. تشارك منظمة الصحة العالمية اللجان الإقليمية للأمم المتحدة وشركاء آخرين في وضع خطة عالمية لعقد العمل من أجل السلامة في أكتوبر 2020، و يمثّل عقد العمل 2021-2030 فرصة جديدة للاستفادة من الدروس السابقة وبناء مزيد من النجاحات المستقبلية. في هذا السياق، نشارركم بعض المقالات القصيرة في محاولة لفهم الفكرة الأساسية وراء الإعلان عن العقد وشرح الأجزاء الأساسية له للوقوف علي ما تم تحقيقه وما لم يتم تحقيقه.

*عقد العمل من أجل السلامة 2011-2020