عقد العمل من أجل السلامة علي الطرق 2011-2020 .. مساحة تنسيق وأداة دعم

تتناول الخطة العالمية الخاصة بعقد العمل من أجل السلامة علي الطرق 2011-2020 أربعة نقاط أساسية وهم الغرض من الخطة، خلفية الخطة، لماذا نحتاج إلي عقد للعمل من أجل السلامة علي الطرق، وإطار العقد للعمل. لقد تم إعداد هذه الخطة لتكون إطارًا توجيهيًا يستطيع من خلاله الأطراف المختلفة تحقيق أهداف عقد العمل من أجل السلامة 2011-2020. تدعم الوثيقة الخطط الوطنية وتخلق مساحة للتنسيق بين الأنشطة العالمية في مجال السلامة علي الطرق. ولكي تقوم الخطة بالدور الذي تشكلت من أجله، تتناول الوثيقة خلفية وحجم مشكلة التصادمات المرورية معبرةً عن ذلك بأرقام الإصابات والوفيات والنسب المختلفة لأوجه العجز التي قد تتسبب فيها تلك التصادمات. تتطرق الخطة أيضًا لأسباب التصادمات المرورية وما ينتج عنها من عواقب صحية واقتصادية واجتماعية.

تناولت الخطة العالمية مجموعة من المبادرات للوقاية من التصادمات المرورية منها أهمية وجود كيان ممول تمويل كافي وخطة أو استراتيجية وطنية لها أهداف يمكن قياسها. كما أكدت الخطة علي ضرورة الاستجابة للتصادمات المرورية من خلال إدراج سمات السلامة علي الطرق ضمن خطط النقل والطرق والخطط الحضرية بالإضافة إلي إتخاذ جميع التدابير المتعلقة بتحسين السلامة علي الطرق مع إنفاذ القانون وتعزيز الوعي بالسلوكيات الصحيحة لمستخدمي الطرق وتحسين الرعاية الصحية اللازمة لما بعد التصادم. تشمل خلفية الوثيقة أيضًا عرضًا سريعًا للزخم الذي اكتسبته القضية علي المستوي الدولي والذي يتمثل في إعداد عدد من الوثائق التي توضح وضع الإصابات الناتجة عن التصادمات المرورية بالإضافة إلي القرارات والتوصيات التي تحث المجتمع الدولي علي إدراج القضية ضمن القضايا ذات الأولوية. لكن علي الرغم من وجود العديد من المبادرات إلا أنها لا تكفي لوقف الزيادة المتوقعة من معدلات الوفيات الناتجة عن التصادمات المرورية.

أما فيما يخص بلماذا نحتاج إلي عقد للعمل من أجل السلامة علي الطرق فلقد أشرنا إليه في مقالنا السابق تحت عنوان ” عقد العمل من أجل السلامة، من أين كانت الفكرة؟”. إن إطار العقد للعمل يستند للمبادئ التوجيهية المتضمنة في أسلوب “النظام الآمن” والذي يهدف إلي إعداد نظام للنقل علي الطرق يستوعب أخطاء البشر ويأخذ في الاعتبار تأثر جسم الإنسان. إن الهدف الأساسي من “النظام الآمن” هو ضمان ألا تسفر التصادمات المرورية عن إصابات بشرية جسيمة، فهو يأخذ في الاعتبار حدود الإنسان وما يمكنه تحمله من حيث الطاقة الحركية علي أن يتم مراعاة ذلك في تصميم النقل وبيئة الطرق والمركبات ليكون تصميمها مناسب لهذه الحدود. هذا الأسلوب يستهدف بالأساس نقل قدر كبير من المسؤولية الواقعة علي مستخدمي الطرق إلي مصممي النقل علي الطرق. إن خطة العقد تدرك أهمية إشراك القطاعات المختلفة وأنه لا سبيل لتحقيق الأهداف المرجوة بدون إشراك هذه القطاعات والتي تشمل النقل والصحة والشرطة والتخطيط العمراني وغيرها من القطاعات.

إن الهدف العام التي تسعي له الخطة العالمية للعقد هو الحد من زيادة المستوي المتوقع من الوفيات الناتجة عن التصادمات المرورية ثم تقليصه بحلول عام 2020. لقد ذكرت الخطة عددًا من الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف وتشمل إعداد وتنفيذ برامج لتعزيز السلامة علي الطرق، تحديد هدف واضح وقابل للتحقيق، تعزيز إدارة البنية الأساسية علي المستويين الوطني والعالمي، الاهتمام بعملية تجميع البيانات حول التصادمات، تحديد مؤشرات الأداء ومتابعة التقدم في هذا الملف، وتخصيص التمويل والموارد اللازمة لتعزيز مجال السلامة علي الطرق. تدعو الخطة العالمية لتنفيذ الأنشطة وفقًا لقواعد خمسة؛ إدارة شؤون السلامة علي الطرق، طرق وتنقل أكثرأمنًا، مركبات أكثر أمنًا، مستخدمو طرق أكثر أمنًا، والاستجابة بعد التصادم. لكل دولة طريقتها في التعامل مع القواعد/المجالات الخمس وفق استراتيجيتها الوطنية للسلامة علي الطرق ونظم تجميع بياناتها، تحت كل قاعدة يندرج تحتها مجموعة من الأنشطة.